Telegram Group Search
ان لصاحب الزمان رجال، يفضلون نصرته والحياة معه على الجنة!
حيث روي أنه اذا قام القائم يُخاطَّب المؤمنين في قبورهم بأن القائم قد ظهر، فان شئت الخروج معه ونصرته، وأن شئت البقاء في كرامة ربك (أي في الجنة).
وسيختار العديد منهم الخروج من الجنة والعودة مع صاحب الزمان ونصرته، كما دلت مئات الروايات عندنا على الرجعة.

أقول: فما لنا اخترنا دنيانا بكل سقمها وهمومها عليه!!
وآثرنا العيش فيها عليه لدرجة أنا نسيناه وغفلنا عنه!
أيها السلطان المغيب.


ها قد اقتربت ذكرى ولادتك مجدداً.
ونشرنا الزهور فرحاً بك.
وانشرحت الصدور بهجة بك.
وأزهرت القلوب سروراً بقدومك.
لكن، كيف يكتمل الفرح بمولدك في غيابك؟
ما قيمة الإحتفال وحبيبنا غائب غريب!
هل للفرح طعم في غياب سيده؟

ترى، هل نحتفل بمولدك وأنت معنا؟
هل سنحتفل بمولدك ونقول لك كل عام وأنت بخير يا خير الدنيا والآخرة؟
هل سنحتفل معك بمولدك وننشر الأرواح بدل الورود؟
هل سنحتفل معك بمولدك ونقدم لك القلوب والأبدان بدل الكيك!

ترى متى ذلك؟
يا بقية الله.


لا هو يوم ولا يومين، أنه 1190 عاماً !
أي ذنب وبلاء حتم علينا أن نفارقك كل هذه السنين!
أي قلب يطيق ويحتمل هذا الفراق العظيم!
هل قلوبنا من حديد أو حجر حتى تطيق هذا الصبر على فراقك؟
سيدي، وإن قست قلوبنا، لكن، ليس لها الطاقة على إحتمال فراقكم الطويل!
فمهما أسئنا وبعدنا، فتحن منكم وإليكم لا إلى غيركم!
هل أصبح عمر الإمام الحجة مجرد رقم بالنسبة لنا؟

سنوياً في ذكرى ولادته نعد عمره ونقول قد وصل عمر الإمام كذا سنة، وبعد أيام سنقول قد وصل عمره 1190 سنة، وهكذا منذ عدة سنين ونحن في كل عام نقول قد وصل عمر الإمام كذا سنة…!

والى متى؟
هل أصبحنا مجرد متفرجين؟
هل يهون علينا ذلك؟
هل يهون علينا أن يبلغ عمره 1190 سنة وهو غائب عنا مهاجر لنا؟
عجباً، ما أقسى قلوبنا؟؟!!

لو عادت قلوبنا الى رشدها لأستثقلنا وأستصعبنا غيبة يوم واحد، فكيف طقنا وأستسهلنا غيبة زادت عن الألف سنة؟
يا بقية الله، انتهى كل الكلام بعد ال 1190 عام.

لم يبق من كلامنا شيء نندبك فيه ونأسى لطول فقدك.
ولم يبق لقلوبنا شيء نسكنها به عن بعدك.

فقد ذقنا كل المرارات في غيبتك، وعشنا جميع الآلآم بفقدك، وصبرنا على كل البلاءات بفراقك.
ولا زلنا على العهد نقول:

متى يا ابن الحسن؟
سيدي، يا بقية الله.


إلى متى ونحن نحسب سنين غيابك وبعدك عنا؟
إلى متى ونحن نشاهد عمرك الشريف يزداد في الغربة والوحدة؟

سيدي، إن كان نوح قد لبث في قومه ألف سنة إلا خمسون.
فقد لبثت فينا فوق الألف سنة قرون!

سيدي، إن كان نوح قد لبث في قومه ومعه الصالحين والمؤمنين من قومه.
فأنت لبثت فينا وحيداً غريباً!

سيدي، حتى متى وإلى متى نحسب سني الفارق، ونحن لا نعلم موعد اللقاء!

أما آن لنا أن نحسب سني لم الشمل بغائبنا!
للتأمل، هل نحن هكذا أيضاً؟؟


لما أستشهد الإمام الحسن عليه السلام، بدأ شيعة الكوفة يرسلوا الرسائل للإمام الحسين عليه السلام يطلبون منه القيام، ويتعهدونه بالنصر.
لكن ماذا كان جواب الإمام الحسين؟
يرفضهم في كل مرة، ويرفض القيام معهم!

فحينما يأئسوا منه، اتجهوا لأخيه محمد ابن الحنفية، وأيضاً عرضوا عليه كل ما عرضوه على الإمام الحسين.
فذهب محمد ابن الحنفية للإمام الحسين ليستشيره فيما يصنع، فأجابه الإمام عليه السلام:

" إن القوم إنما يريدون أن يأكلوا بنا، ويستطيلوا بنا".

يعني أهل الكوفة ما كانوا يريدون ينصرون الإمام الحسين رغبة منهم في نصرة الحق ولأن الإمام الحسين إمام حق مفترض الطاعة، بل كانت غايتهم هي أن ينصروا أهل البيت لكي يحكموا وتكون بيدهم مقدرات المسلمين، فيتحسن حالهم المعيشي، ويعيشيوا بهنأ واسترخاء واستقرار وأمان.

لذلك، كان الإمام الحسين يتجاهل دعوتهم ويرفض القدوم لهم!


أقول: الشيعة الآن مع صاحب الزمان نفس الأمر، الكثير منا لا يطلبون الفرج رغبة في إحقاق الحق وإبطال الباطل، ورغبة بنصرة الإمام الحق.
بل يطلبونه حتى يخلصهم من الطغاة والظلمة، ويحسن وضعهم المعيشي والمادي.
لذلك، لا زال الإمام لم يظهر!

فلنتأمل: من أي الصنفين نحن!
سيدي وإلهي.

قد بلوتنا وعاقبتنا بحجب وليك عن أعيننا، جزاءً لما أقترفته وجنته أيدينا، فأصبحنا بلا علم يرى، ولا إمام هدى.
سيدي، قد تراكم علينا الظلام لذلك، قد تراكمت علينا الظلامات لذلك، قد تراكمت علينا الفتن، وازدادت بنا المحن، واشتدت بنا الأحن، وزدنا حيرة وتيهاً، وبلاءً وضّيماً.

سيدي، لا أقول أننا أدركنا خطأنا واعترفنا بذنبنا وأصلحنا حالنا لتظهر لنا ولينا.
بل يا سيدي، وأنت الذي تعطي من سألك ومن لم يسألك ولم يعرفك، هلا تعطفت علينا برحمتك، وتفضلت علينا بكرمك، فأعدت لنا ولينا، واستنقذتنا به من الظلم والمحن، والحيرة والفتن!
سيدي، أيها الطالب بدم المقتول بكربلاء.


لا زالت جمرة كربلاء تُلهِب قلبك وقلوبنا.
ولا زالت حرارة المصاب تهيج نار صدرك وصدورنا.
ولا زالت الرؤوس على الرماح تؤرق عينيك وأعيننا.
ولا زالت السيوف والسهام تمزق جسدك ألماً.

سيدي، فمتى تهيج سيفك لتدرك ثأرك؟
متى سيدي تشفي قلبك وقلوبنا؟
متى تطفئ جمرة المصاب في قلبك وقلوبنا؟
متى تبرد نار الأسى في صدرك وصدورنا؟
متى يا أمل المنتظرين، متى يا أمل المفجوعين، متى يا منية الصابرين، متى يا صاحب زماننا.
قد ازدادت سني عمرك الشريف عاماً أيها العزيز.
وقد ازددت نوراً وقرباً لله وتمسكاً به واستغناءً عن غيره.

أما أنا يا غائبي، فلم أزدد الا شوقاً وألماً وحسرة لفراقك.
فمن لنا غيرك، إن لم تشفق علينا بنور وجهك؟
سيدي يا بقية الله.

كيف لنا أن نهدأ ونحن لا ندري أيهما أسبق لنا الموت أم رؤيتك؟

بل كيف يمكن لنا الهنأ والراحة في غيبتك عنا؟

هل وجدنا مثلك فاستبدلناه بك؟
أم هل انقضت أوجاعنا وهمومنا فاستغنينا عنك؟

سيدي، مالنا!
كل ذرة فينا تفتقدك، وكل خلية فينا تتوجع لبعدك، فما لنا نسيناك وهجرناك واعتدنا العيش بدونك!
هل لغائب مثلك أن ينسى؟
بل هل لغائب مثلك أن يعوض!
سيدي، لو جمعنا الدنيا بما حوت، لما أغنت عن أنملة منك، فكيف استغنينا عنك رغم ضعفنا وفاقتنا!
سيدي يا بقية الله.

يا من جعله الله نور الأرض، وقد أظلمت الدنيا علينا بغيابه.
يا من جعله الله عزاً للمؤمنين، وقد أستضعفوا وأستقلوا بَعده.
يا من جعله الله علماً ومناراً للمسترشدين، وتاهوا وحاروا بفقده.
يا من جعله الله شفاءً لصدور المؤمنين، وقد أوغرت صدورهم لبعده.
يا من جعله الله هادماً وقاصماً للمعتدين والضالين، وقد أستحفلوا وأستكبروا بغيابه.

سيدي، أما آن لنورك أن يشرق علينا؟
أما أن للمؤمنين أن يستعزوا بك؟
أما أن لصدورهم أن تشفى بسيفك؟
أما أن للمسترشدين أن يرشدوا بهداك؟
أما آن للظالمين أن يردعوا بسلطانك؟
إلهي، بالمهدي، إقطع قلبي عن كل ما سوى المهدي.
بإلمهدي، أفرغ قلبي من كل شيء سوى المهدي.
بالمهدي، أعمي عيني عن كل شيء سوى المهدي.
بالمهدي، إفرغ عقلي عن كل فكر بغير المهدي.
بالمهدي، إقطع أملي عن كل ما سوى المهدي.
بالمهدي، لا تجعلني أميل لغير المهدي.
إلهي بالمهدي، اصطنعني للمهدي، واخترني لخدمته، ولا تستبدل بي غيري.
سيدي، يا ابن الحسن، الى متى قلوبنا تهتف " الى متى الغياب يا ابن الحسن".

سيدي، يا بقية الله، قد طال الأمد ونحن نقول " طال الغياب يا بقية الله".

سيدي، أيها الطالب بدم الحسين، قد طال الأمد ونحن ننادي " أين الطالب بدم المقتول بكربلاء".

سيدي، يا معز المؤمنين ومذل المستكبرين، قد طال طغيان المستكبرين، واستضعاف المؤمنين.

سيدي، يا مدرك ثأر الصالحين، قد تلطخت الأرض بدماء الصالحين.

سيدي، يا فرج المؤمنين، قد أشتد الضيق والكرب بالمؤمنين.
سيدي يا بقية الله.

يا من جعله الله نور الأرض، وقد أظلمت الدنيا علينا بغيابه.
يا من جعله الله عزاً للمؤمنين، وقد أستضعفوا وأستقلوا بَعده.
يا من جعله الله علماً ومناراً للمسترشدين، وتاهوا وحاروا بفقده.
يا من جعله الله شفاءً لصدور المؤمنين، وقد أوغرت صدورهم لبعده.
يا من جعله الله هادماً وقاصماً للمعتدين والضالين، وقد أستحفلوا وأستكبروا بغيابه.

سيدي، أما آن لنورك أن يشرق علينا؟
أما أن للمؤمنين أن يستعزوا بك؟
أما أن لصدورهم أن تشفى بسيفك؟
أما أن للمسترشدين أن يرشدوا بهداك؟
أما آن للظالمين أن يردعوا بسلطانك؟
سيدي يا بقية الله.

بحجم جروحك نفتقدك.
بقدر آلامك نترقبك.
بمدى البعد عنك ننتظرك.
وبشدة قسوة فراقك نئن إليك!


سيدي، لقد طالت الأيام والسنين، وطال البعد والفراق، وبعد الأمد وقست القلوب، وأمتلئت الصدور حزناً، والعيون شوقاً، وأزدادت غربتنا ألماً ووحدة، ولا زلت عنا بعيد!
ولا زلت عنا غريب!
ولا زلت عنا غائب الى أمد مجهول!
لا ندري، أندركه، أم يدركنا الموت؟
أتتكحل عيوننا برؤيتك؟ أم سيسبقك التراب اليها؟
يا بقية الله.

لو كنا ندرك ونبصر مصيبة غيبتك، وعشنا ألم غيبتك معك.
فان مصيبة لحظة واحدة من غيبتك كافية لتملأ حياتنا حزناً وألماً.
فكيف بألف سنة من الغياب!
إلهي.

بضلع فاطمة، عجل فرج المنتقم لضلع فاطمة.
بطبرة علي، عجل فرج المنتقم لطبرة علي.
بكبد الحسن، عجل فرج المنتقم لكبد الحسن.
بنحر الحسين، عجل فرج المنتقم لنحر الحسين.
بمظلومية أوليائك، عجل فرج المنتقم لمظلومية أوليائك.
بدينك القويم، عجل فرج المظهر لدينك على كل دين.
ترى ماذا سيفعل بي ملك الموت إن قلت له: بحق صاحب الزمان لما خففت علي؟

منكر ونكير، مالك، وملائكة العذاب جميعاً، ماذا يمكن أن يفعلوا بي إن أقسمت عليهم بصاحب الزمان؟

هل يستطيعون تجاهل قسمي وهم يعلمون أنه لولا صاحب الزمان وأهل بيته لما خلقهم الله؟
هل يتجاهلون قسمي وهم يعلمون أن صاحب الزمان وأهل بيته هم من علموهم عبادة الله!

لا، لا أظن ذلك!
يا بقية الله.

كم عاشوراء وعاشوراء مر على قلبك؟
كم حز رؤوس وطحن أضلع وسبي نساء مر على عينك؟
كم قلوب تتلظئ عطشاً، وأضلاع مرضضة، وأصحاب مجزرة مرت بك؟
كم خيام محترقة، وأيتام مسلبة، ونساء مشردة، شاهدت عينيك؟

فماذا يهيجك وكل الذي ترى؟
2024/04/28 00:49:48
Back to Top
HTML Embed Code: